responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير الوسيط المؤلف : الزحيلي، وهبة    الجزء : 1  صفحة : 63
صافي النفس والفؤاد، مهذّب المشاعر والإحساسات، قال الله تعالى:
[سورة البقرة (2) : آية 138]
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (138)
«1» [البقرة: 2/ 138] .
ثم أمر الله نبيّه بأمر خاص به: وهو أن يقول لأتباع الأديان الأخرى الذين زعموا أنهم أبناء الله وأحبّاؤه، وادّعوا أنهم أولى بالله من المسلمين، لقدم أديانهم وكتبهم: أتجادلوننا في دين الله، والدين واحد، وتدّعون أن دينه الحق ما أنتم عليه، وتظنون أن دخول الجنة والاهتداء مقصور عليكم، فالله ربّ الجميع، ودخول الجنة مرتبط بالأعمال الصالحة الصادرة من أي إنسان دون تعصب ولا تفريق ولا حجر على فضل الله ورحمته، الله ربّنا وربّكم، لا فرق بيننا وبينكم في العبودية لله، فهو مالك أمرنا وأمركم، ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم الحسنة والسّيئة، ونحن لله مخلصون في تلك الأعمال، لا نقصد بها إلا وجهه، فكيف تدّعون أن لكم الجنة والهداية دون غيركم؟
قال الله تعالى:
[سورة البقرة (2) : آية 139]
قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)
[البقرة: 2/ 139] .
ثم حدّد القرآن هوّية الأنبياء السابقين، وأنهم يلتقون مع خاتم النّبيّين على دعوة واحدة هي دعوة التوحيد الخالص لله عزّ وجلّ، وعبادة الله وحده، والعمل بالفضائل، والبعد عن الرّذائل، وكل أمة مسئولة عن أعمالها الحسنة والسيئة، والجيل المتأخر لا يسأل عن أعمال الجيل المتقدم، ولا داعي للافتخار بالآباء والاتّكال على الماضي، فهذا شأن العاجز الضعيف الذي ينظر إلى الماضي، ولا يتّجه إلى المستقبل. وأما العاقل فهو الذي يبني مجده بنفسه، وينجز الأعمال الطيّبة بذاته، ويعيش عصاميّا معتمدا على ما يقدم، لا عظاميّا يعيش على أمجاد غيره. هذا طريق

(1) الزموا دين الله وفطرته.
اسم الکتاب : التفسير الوسيط المؤلف : الزحيلي، وهبة    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست